[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


بعد رحيلها ..
الكل ينتظر أن أنشد رثائي لها
لكني خيبت آمال الجميع
كما خيبت آمالهم في ترقب انهياري بعد وفاتها
والحمد لله من قبل ومن بعد
هم ينتظرون الرثاء
ولا يعلمون أني أنزف في كل قصيدة من دمي وروحي
فكيف بي حين أرثي حياة قلبي الراحلة؟!
ذات صباح
متنقلة في شوارع الرياض المزدحمة بتجهم
في طريقي إلى الجامعة
أستمع إلى برنامجي الصباحي المفضل على إذاعة القرآن الكريم (بك أصبحنا)
كانت الحلقة عن (الرثاء)
لم أكن أعلم مسبقاً وإلا لما فاجأت قلبي بما لا يحتمل في طريقٍ لا يُحتَمل!
انتبهت على ترحيب المذيع بضيف الحلقة الأستاذ الشاعر عيسى جرابا الأستاذ بالمعهد العلمي في جيزان ، وهو من الشعراء المعروفين فيها
كان الشاعر _ جزاه الله خيراً_ قد حضّر قصيدته في رثاء أمه _رحمها الله ووالدتي وأموات المسلمين_ .
وكان أن استمعت واستمعت
وانهمر الدمع صباحياً طاهراً
يرثي معه الغالية الراحلة
يرثي كل لذةٍ في الكون بعدها
يكرر نبضي الأبيات وكأنه صدى للشاعر
لم يكد ينهيها حتى تنهدت غارقة في دموعي :
” لن أرثيَ الغالية بأصدق من هذه القصيدة”
وها أنا أقتنيها لنفسي وأضعها بين يديكم لترثوها معي وتدعوا لها: “اللهم ارحم أم أيمن الجوير وارفع درجتها في عليين” .
***
لا ترحلي
*
رحلتْ وقلبي خفقَةٌ متوسلـةْ
والليل لم يأبهْ فأطفأَ مشعَلهْ
*
ناديت ملهوفًا وملءُ جوانحي
شوقٌ يصارعُ ما بعيني من وَلَهْ
*
وأصختُ يغمرني الظلام ولمْ يكنْ
إلا عواءُ الريحِ إذ أصيخُ له
*
فرجعتُ منكسرًا أكفكفُ عبرتي
والحزنُ يغرسُ في فؤادي منجلَهْ
*
والذكرياتُ تريقُ صمتي
واصطفاقُ الفقدِ ينثرني شظايا أسئلة
*
من لي سواكِ؟ فهل ستأتينَ الغداةَ؟
مشاعري تقفُ الغداةَ مؤملة
*
ولم التأخرُ؟ أين أنـتِ الآن؟
حانَ الوقتُ، أم كلُّ الوعودِ مؤجَّلَة؟
*
أمي حناُنكِ روضُ عمري أقصرتْ
فيهِ الحياةُ وليس غيرُكِ منهَلَه
*
فيكِ البقايا كمْ بها من قصةٍ
ما بينَ مُجمَلةٍ وبينَ مُفصَّلَة
*
لا ترحلي مازلتُ أركضُ إنما
كلُّ الدروبِ إليكِ باتتْ مُقفَلَة
*
لاحتْ طيوفُكِ فانتفضتُ مهرولاً
لا شيءَ للمشتاقِ غيرُ الهرولة
*
ذكراكِ ما تنفكُّ عني ، وجهُها
نورٌ ومعزفُ صوتِها ما أجمَلَه!
*
” عيسى حبيبي” أيُّ لحمٍ رَقَّ
حتى لمْ يدعْ في مُهجتي ما بلَّلَهْ؟
*
من لي سواكِ؟
فقدتُ أعظمَ نعمةٍ
منذُ افتقدتُ صلاتَكِ المُتبتِّلَة
*
فالبدرُ أنتِ إذا دجى ليلي وإنْ
صُبحي أطلَّ فأنتِ شمسٌ مُرسَلَه
*
(أمي)
وترتجفُ الحروفُ على فمي
فعسى تحطُّ على يديكِ مُقبِّلَه
*
عامٌ مضى في إثرِ عامٍ
تعصرُ الآهاتُ في ثغرِ انتظاري حنظلة
*
خلفي وقدَّامي صحارى شقوتي
تمتدُّ تزرعُها خُطاي المُثقلة
*
وكأنني في لجةٍ والموجُ مسعورٌ
فآخرُهُ يعاضِـــــدُ أوله
*
وإذا سمعتُ منادياً (أمي)
غصصتُ بحسرتي وسكبتُ دمعي حوقلة
*
و إذا رأيتُ البِرَّ فيهِ عضضتُ من
ندمٍ يدي لمْ أبقِ فيها أنملة
*
(أمي) وكم ردَّدتُها متـلذِّذاً
واليومَ في شفتي تبيتُ معطَّلَة
*
لا ترحلي!
هل تسمعين؟
كأنني وحدي
شعورٌ فاقَ أنْ أتحمَّلَهْ!!
*
منذُ ارتحلتِ ومهجتي مكلومةٌ
فقداً وعيني ما تزالُ مبلَّلَة
*
أنساكِ؟!
كيفَ وكلُّ ما حولي له
ذكرى بوهَّاجِ الشعورِ مُكلَّلَة؟!
*
ورحلتِ وارتحلتْ نوارسُ بهجتي
وبقيتُ أركضُ ليس ثمةَ بوصلة
*
إن كانَ آلمني الرحيلُ فإنني راضٍ
بأنك نلتِ أعلى منزلة
*
والقلبُ رغمَ توقُّدِ الأشواقِ لمْ
يتركْ دعاءً صالحاً ما رتَّـلهْ
*
فتَّشتُ عنكِ وأنتِ في قلبي شذاً
زاكٍ وسنبلةٌ تعانقُ سنبلةْ
*
*

تسلمر يا قمره
طرح مميز
دمت رائعة
لاتحرمينا من جديدك
لكى