قفوا مع شعب مصر.. انحازوا إلى ثورته
هذا نداء أوجهه، كمواطن مصري، إلى كل الشرفاء في كل الدول العربية.. إلى الحكام والمسئولين.. إلى المثقفين والكتاب والصحفيين العرب.. إلى كل مواطن عربي.
أقول لكل شرفاء الأمة اليوم: قفوا مع شعب مصر الآن.. انحازوا إلى ثورته فورا. هذا ليس من اجل مصر وشعبها فقط، وإنما من اجل كل دولنا وشعوبنا العربية.. من اجل مستقبل الأمة بأسرها.
ان عددا من الحقائق يجب ان تكون واضحة اليوم لكل العرب. وهي على أية حال حقائق لا بد يدركها كل من يتابع تطورات الثورة وما يجري في مصر.
الحقيقة الأولى:
ان الثورة في مصر التي فجرها شباب مصر المكافح في البداية، سرعان ما أصبحت اليوم ثورة كل المصريين.. كل الشعب المصري بلا استثناء.
الثائر ونفي مصر اليوم ليسوا المعتصمين المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة وفي الإسكندرية والسويس وكل مدن مصر فقط.. الثائرون هم كل المصريين، وكل يشارك في الثورة بطريقته.
الحقيقة الثانية:
ان شعب مصر في ثورته لا يطلب المستحيل.. لا يطلب إلا ما هو حق وعدل.
شعب مصر المعروف طوال تاريخه الطويل بالصبر والاحتمال، ما كان له ان يثور على هذا النحو العارم لولا ان النظام سد أمامه كل السبل ولم يترك له خيارا إلا الثورة.
شعب مصر منح هذا النظام ثلاثون عاما كاملة. على امتداد هذه السنوات الطويلة، لم يكف الشعب يوما وقواه السياسية عن التعبير عن مطالبه وما يريده من إصلاح وتغيير. لكنه، وحتى هذه اللحظة، لم يجد من النظام إلا الفساد المتوحش، والاستبداد القاهر، والامتهان لكرامة المصريين.
الحقيقة الثالثة:
ان الشعب المصري اليوم في ثورته تجاوز خط الرجعة.
أي متابع لتطورات الثورة في الأيام الماضية، يدرك انها لا تنحسر وإنما تتصاعد يوما بعد يوم، وكل يوم ينضم إلى الثوار في الشوارع قطاعات جديدة من أبناء الشعب.
أي متابع لتطورات الثورة يدرك بالضرورة انها لن تنتهي إلا إذا تحقق مطلبها العادل. ومطلب الثورة كما يعلم الجميع، هو رحيل النظام بلا رجعة.
الحقيقة الرابعة:
انه في المقابل، من الواضح ان النظام، وحتى هذه اللحظة عاجز عن ان يدرك معنى الثورة وابعادها.
النظام حتى هذه اللحظة يتصرف على اساس انه باق كما هو.
النظام بعبارة أدق، مصر على البقاء كما هو أيا كان الثمن.
وقد رأينا كيف لم يتردد النظام في اطلاق البلطجية والمجرمين على الشعب وممتلكاته كي يحرقوا ويدمروا يروعوا كل المصريين في بيوتهم. ونظام يفعل هذا لن يتردد في ان يفعل ما هو افظع واشنع.
الحقيقة الخامسة:
ومعنى كل هذا ان مصر اليوم تمر بلحظة خطيرة فارقة.
من جانب، الثورة لن تتوقف. ومن جانب آخر، لا يريد النظامان يفهم ولا يريد ان يرحل.
ومعنى هذا ان النظام من الممكن ان يرتكب مذبحة مروعة في الشوارع يمكن ان يسقط فيها الآلاف. والنظام من الممكن ان يدفع مصر كلها إلى الفوضى العارمة والدمار والخراب.
كل هذا من اجل ان يبقى ولا يرحل.
على ضوء كل هذه الحقائق، فان كل من يحب مصر اليوم.. كل من يحرص على مصر وشعبها.. يجب ان يقف اليوم مع شعب مصر.. يجب ان ينحاز إلى ثورتها.وكل العرب حريصون على مصر ولا شك.
بعبارة أدق، كل من يحب مصر ويحرص عليها اليوم، يجب ان يطالب هذا النظام بالرحيل فورا، وتجنيب مصر والمصريين الخراب والدمار والدماء التي يمكن ان تسيل.
كل من يتابع تطورات الثورة يدرك بلا شك ان هذا النظام انتهى بالفعل في كل الاحوال، فلا ينبغي السماح له باسالة دماء المصريين وتدمير البلد قبل ان يرحل.
وينبغي الا يغيب عن بال الكل في الوطن العربي ان ثورة مصر هذه هي الأمل الذي لطالما تعلق به كل شرفاء الامة وكل الداعين الى نهضتها طوال العقود الماضية.. فلا تتركوهم يذبحون هذا الأمل ويقتلوه بوحشية.
اذا لم ينحاز كل العرب، حكاما ومحكومين، إلى شعب مصر اليوم وثورته.. اذا تركوا النظام يذبح الثورة وينكل بمصر والمصريين، فلن تقوم للعرب قائمة بعد ذلك.
اتمنى التواصل مع شعب مصر وثورة المصريين
منقول لمساندة شعب مصر
لكم كل الحرية