**{ثرثرة في المطار}**


وصلت متأخراً
ظننت الرحلة ستفوتني
أخبرونا أنها ستتأخر لمدة ثلاث ساعات ونصف
بسبب الطقس الممطر
كم أكره الانتظار
وما الضير ؟
الحياة كلها محطات انتظار
وضعت حقائبي بجانبي
وبدأت تأمل كل ما حولي
حبات المطر تطرق زجاج البوابات الزجاجية
وتصدر معزوفة ليس كمثلها شيء
بدأ ذلك المارد الأسود يرمي لحافه على وجه الأفق
أصبح الجو بارد
رائحة القهوة تعم الأجواء
هاهو البخار يتصاعد من فنجان قهوتي


زرت تلك المكتبة المختصرة في زاوية المطار
تحوي بعض الكتب المختارة بدقة وعناية
اشتريت البعض منها

من ضمنها ديوان لشاعرة سورية
تبث حبها وشوقها إلى الله سبحانه وتعالى
أعتقد أنها صوفية
كانت قصائدها دون المستوى
وعجبت من تقتها بما تكتب لدرجة نشره وبيعه في المكتبات
لم يكن الجو ملائما للقراءة
لدي نوتة وقلم أصطحبها في كل مكان
حسنا سأنسى هذا الصخب

وأكتب


أفتحوا قلوبكـم المزروعة شوقا وذوقا
وأصـغـوا لاعتـرافات قـلب منهك
نبض ذات مساء
وفي آخر الورقة
ألـقوا ما قرأتـم خلف ظهوركـم
كـأن شيئاً لم يـكتب
واحرثوا الأرض نواراً وياسمينـاً

فلاشيء يستحق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ


إنها السادسة
استيقظت ذات صباح فلم أجد النور
بحثت عنه فلم ألقاه
تأكدت من ساعة يدي وساعة حائطي
فوجدتها السادسة
فتحت نافذتي فتسلل الظلام لحجرتي
لماذا أظلمت الدنيا ؟
سرت قشعريرة الخوف في جسدي
تذكرت حين همست لي ذات ألم
ماذا لو بدأت صباحك بدوني ؟
حينها تجاهلت جملتك
هذا الصباح يبدو أنك رحلت
لم أرثي لنفسي
بقدر ما رثيت للزوايا والمرايا والبروايز الذهبية والشموع الباكية

الأشياء حولي تختنق ولها حُوار


سرى بنا ذلك الجندول القديم الذي تفوح منه رائحة خشب الصندل المطلي حديثا في لجة النيل
هل تذكر حين ابتسمت في وجهي وهمست
ماذا لو غرق المركب ؟
حينها قلت بعفوية
دعه يغرق فقد أصبحت أتقن السباحة
أنا أبحر في عينيك كل جزء من الثانية
صدقني
الآن لم أعد أرى بحيرتي تلك تتلألأ خلف أسوار زجاج عينيك
لقد جفت بحيرتي قبل أن تنضب طبريه
ويوشك الزمان أن ينتهي
حين أتقنت السباحة
جفت بحيرتي
وحين أتقنت الكتابة
انتهى حبري
وحين أتقنت التنفس بعمق
تفجرت رئتي
وحين أتقنت الحب

أضرب قلبي عن النبض