قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا
كاتب الموضوع
رسالة
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الثلاثاء 19 أكتوبر - 18:10
في زحمة الحضارة والمدنية.. وفي قمة التقدم والصناعة.. كل ٌ جعل لنفسه حصنا حصينا يمنع شتى أنواع الإختراقات.. جدار الحماية منيعة على الأفكار والمعتقدات والآراء.. بلا تمييز.. سليمة كانت أم سقيمة.. فالكل يذود عن رأيه ومعتقده.. وإذا سمع ما يناقضها استنكرها ورفضها وأباها.. إلا أخلاقنا وقيمنا.. ليست عليها في زماننا حصنا.. بل باتت رخيصة..
فما أسرع كثير منا ذوبانه في القيم الدخيلة والأخلاق الرذيلة.. وانحلالنا عن أخلاقنا وقيمنا..
أخلاقنا تخترق ليل نهار ونحن في غفلة سامدون.. تارة عبر الأثير.. وتارة بالصحف والمنشورات.. وتارة بالأفكار السقيمة.. تتنوع المخاطر ويتفننون في ألوانها.. بينما أراذل القوم حصنوا أنفسهم من اختراق أهل الأخلاق..
بتنا كالنمل الطائر في سذاجتها.. كلما رأينا نارا حسبناها منارا.. فتهافتنا عليها وتهاوينا فيها فاحترقنا عن بكرة آبائنا.. رخصت علينا أخلاقنا وقيمنا حتى إذا تكلم الواحد فينا عن الأخلاق أصبح مجنونا في نظر هذا العصر..
كم من رايات ترفع.. وكم من منشورات تنشر.. هذا ينادي بالحرية.. وهذا ينادي بالمدنية.. وهذا ينادي بالديمقراطية.. وأهل الفن بفنهم.. وأهل الفسق بفسقهم..ونحن كالذباب في ذلك كله.. نترك الزهور ونمشي وراء العفن.. نترك النبع الزلال ونستسقي من الأوحال..
الدعوات في كل الأرجاء بكل ما هو مسقم وممرض.. وحصوننا تخترق كل ساعة ودقيقة.. ولازلنا في انخفاض..
لنتأمل قليلا في واقعنا ومجتمعنا.. أكثر الناس إذا سألناهم عن الموضة وعن الفن وعن العشق وعن التفهات لتكلموا وما سكتوا.. ولكن ما رأيكم إذا سألناهم عن المكارم والشيم والأخلاق السامية فضلا عن الدين والفقه فيه.. ماذا برأيكم يكون الجواب..؟؟
هل بقي فينا شيء حي..!! ماتت النخوة.. ماتت الشهامة.. ماتت الغيرة على الاعراض.. مات حب الخير للغير.. ماتت الرجولة.. ماتت القيم.. ماتت الشيم..
إلا من رحم الله..
حتى صرنا لا نسمع عنها إلى في كتب الأقدمين..!!
انظروا على واقع المجتمعات الغير إسلامية..
كلٌ منهم يحافظ على أخلاقه وقيمه ومبادئه.. ولا أحد يستطيع أن يؤثر فيهم.. سواء كانت سليمة أم سقيمة..
لكن تأملوا في واقعنا..!!
كل مانعق ناعق انجرفنا وراءه.. كل ما ظهرت ظاهرة تجديد انخدعنا بها..
أَوَ من ذلة أوتينا.. أم من ضعف ابتلينا..
ولن أردد قول الشاعر المعروف في عيب الزمان.. لأننا كلنا نحفظه ونررده ولكن دون أن نفقهه ونعرف مغزاه..
ولكن دائما أتسائل مع نفسي..؟؟ هل من صحوة بعد ذلك كله..؟؟ من يدري..؟؟!! لأنه لا يوجد ما يبشر بذلك..
صحيح أن المجتمع لن يؤثر فيه كلام مثل هذا.. ولكن يقينا إذا حصنا أنفسنا وعملنا عليها جدار حماية ضد كل التيارات التي تسعى على خرق دستورنا, فبذلك نستطيع أن نؤثر في المجتمع..
ولن يكون ثمت إصلاح إذا ما بدأنا بأنفسنا.. فهل نحن جادون..؟؟
في هذا السياق اخواننا واخواتنا سنعرض اخلاقاُ اسلامية نحن بحاجة ماسة لها، كانت بالأمس جزءً من حياتنا، لكن مشاغل الدنيا وشهواتها ولهوها بدأ يأخذنا عنها الى البعد شيئاً فشيئا
ومعكم وبكم نود ونسال الله ان يوفقنا لنعيد حضارة أمتنا ومستقبلها ...فانتظار حبر اقلامكم وبصماتكم ولهذا سنقوم بعرض متجدد يومياً ولكن بانتظار جهوكم الطيبة والرائعة معنا
فنحن معكم وبكم نرتقي
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الثلاثاء 19 أكتوبر - 18:12
الأخلاق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس المسلمين عليها. وقد مدح الله - تعالى- نبيه، فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}. [القلم: 4]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وجعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله -تعالى-: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133-134]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن) [الترمذي]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه- وبدخول الجنة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وهذا الكتاب يتناول جملة من الأخلاق الرفيعة التي يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، وأن يجعلها صفة لازمة له على الدوام
شهرزآد
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 3820●○ تَقْييمـِﮯ : 33
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الثلاثاء 19 أكتوبر - 21:57
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الأربعاء 20 أكتوبر - 14:53
مشكورة أختي لطيب حضورك
تابعونا .....قيمنا الاسلامية متجددة
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الأربعاء 20 أكتوبر - 14:54
تابعونا قيمنا الاسلامية متجددة وما زلنا بانتظار بصماتكم الطيبة
الإحسان
مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما- على غلام يرعى أغنامًا لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. فقال الصبي: إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد مملوك له. فقال ابن عمر: إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها الذئب. فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟! فسُرَّ منه عبد الله بن عمر ، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه منه وأعتقه.
ما هو الإحسان؟ الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله.
أنواع الإحسان: الإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
ومن أنواع الإحسان:
الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].
الإحسان إلى الوالدين: المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
الإحسان إلى الأقارب: المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه (يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له أثره (يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه) [متفق عليه]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فَلْيَصِل رحمه) [البخاري].
كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة، وصلة) [الترمذي].
الإحسان إلى الجار: المسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه). [متفق عليه
صدى الرياح
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 1341●○ تَقْييمـِﮯ : 29
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الأربعاء 20 أكتوبر - 15:45
يسلممو عبد الكريم وان شاء الله الكل يطبق الاحسان بكل انواعو ننتظر جديدك تحياتى
صمت الزمان
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 1138●○ تَقْييمـِﮯ : 22
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الخميس 21 أكتوبر - 1:00
قيمنا واخلاقنا الاسلامية يجب ان نبدا بانفسنا لتطبيقها ومن ثم ننشرها قيمنا واخلاقنا كنا نفخر بها بين الامم والان اخذ الغرب قيمنا واخلاقنا وصرنا كما قيل في الغرب اسلام بلا مسلمين وعندنا مسلمين بلا اسلام
اسال الله العظيم الهداية لي ولكافة المسلمين والرحمة للجميع
تسلم اخ عبد الكريم على مجهودك في ارساء هذه المبادئ والاخلاق الاسلامية في نفوس اعضاء وزوار المنتدي بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
عربية أصيلة
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 4232●○ تَقْييمـِﮯ : 44
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الخميس 21 أكتوبر - 1:11
يسلمو ايديك اخي عبد الكريم موضوع راااائع حقا وقيم ومبادئ يجب أن تكون مغروسة في قلوبنا وعقولنا
ننتظر جديدك المتميز دوماً...
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا السبت 23 أكتوبر - 16:00
@@التــــــــــواضع @@
التواضع
يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.
*يحكى أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة، فلما تولى الخلافة قالت الفتيات: لقد أصبح الآن خليفة، ولن يحلب لنا، لكنه استمر على مساعدته لهن، ولم يتغير بسبب منصبه الجديد. وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة، فيكنس لها كوخها، وينظفه، ويعد لها طعامها، ويقضي حاجتها.
وقد خرج -رضي الله عنه- يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة أسامة بن زيد - رضي الله عنه- وكان أسامة راكبًا، والخليفة أبو بكر يمشي، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ، فقال أبو بكر: والله لا أركبن ولا تنزلن، وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
*وقد حمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الدقيق على ظهره، وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى، وأشعل النار،وظل ينفخ حتى نضج الطعام، ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا.
*ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر، وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك، وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه. وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة، فقال المسلم لرسول كسرى: هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين الذي خضعت له ملوك الفرس والروم، ثم قال الرجل: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
*جلست قريش تتفاخر يومًا في حضور سلمان الفارسي، وكان أميرًا على المدائن، فأخذ كل رجل منهم يذكر ما عنده من أموال أو حسب أو نسب أو جاه، فقال لهم سلمان: أما أنا فأوَّلي نطفة قذرة، ثم أصير جيفة منتَنة، ثم آتي الميزان، فإن ثَقُل فأنا كريم، وإن خَفَّ فأنا لئيم.
*ما هو التواضع؟ التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله - تعالى- بالتواضع، فقال: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215]،
أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].
وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته. وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-: لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير.
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا السبت 23 أكتوبر - 16:02
وكما قيل: تاج المرء التواضع.
تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم: خير الله -سبحانه- نبيه صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدًا رسولا، أو ملكًا رسولا، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدًا رسولا؛ تواضعًالله -عز وجل-.
والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها:
أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- سُئِلَتْ: ما كان النبي يصنع في أهله؟ فقالت: كان في مهنة أهله (يساعدهم)، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. [البخاري].
وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويشتري الشيء من السوق بنفسه، ويحمله بيديه، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد، وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر.
وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين، حتى إن رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته. ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) [سيرة ابن هشام].
أنواع التواضع: والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين؛ فالمسلم يتواضع مع الله بأن يتقبل دينه، ويخضع له سبحانه، ولا يجادل ولا يعترض على أوامر الله برأيه أو هواه، ويتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بسنته وهديه، فيقتدي به في أدب وطاعة، ودون مخالفة لأوامره ونواهيه.
والمسلم يتواضع مع الخلق بألا يتكبر عليهم، وأن يعرف حقوقهم، ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم، وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره.
فضل التواضع:
التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى -سبحانه-.
قال الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تواضع لله رفعه الله) [أبو نعيم].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) [مسلم].
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الأحد 24 أكتوبر - 18:12
@@ الســــــــــــــــتر @@
الستر
يُحكى أن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- كان له كاتب، وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر؛ فقال يومًا لعقبة: إنَّ لنا جيرانًا يشربون الخمر، وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم، فقال له عقبة: لا تفعل وعِظْهُمْ. فقال الكاتب: إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داعٍ لهم الشرطة ليأخذوهم، فهذا أفضل عقاب لهم. فقال له عقبة: ويحك. لا تفعل؛ فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة) [أبو داود].
*يحكى أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- جلس بين مجموعة من أصحابه، وفيهم جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- وبينما هم جالسون أخرج أحد الحاضرين ريحًا، وأراد عمر أن يأمر ذلك الريح أن يقوم فيتوضأ، فقال جرير لعمر: يا أمير المؤمنين، أو يتوضأ القوم جميعًا. فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه وقال له: رحمك الله. نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.
*ما هو الستر؟ الستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم.
ستر الله لعباده: الله -سبحانه- سِتِّير يحب الستر، ويستر عباده في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدنو أحدكم من ربه، فيقول: أعملتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم. ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترتُ عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم) [البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله -عز وجل- حَيِي ستِّير، يحب الحياء والستر) [أبوداود والنسائي وأحمد].
أنواع الستر: الستر له أنواع كثيرة، منها:
ستر العورات:
المسلم يستر عورته، ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها. قال الله -تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} [المؤمنون: 5-6].
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي وما نذر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك). فقال السائل: يا نبي الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعتَ أن لا يراها أحد، فلا يرينَّها).
قال السائل: إذا كان أحدنا خاليًا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فالله أحق أن يستحيا منه من الناس) [أبوداود والترمذي وابن ماجه
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الإثنين 25 أكتوبر - 18:52
@@حفــــــــظ اللســـــــان @@
حفظ اللسان ذات يوم جلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فجاء رجل وشتم أبا بكر الصديق - رضي الله عنه- وآذاه، فسكت أبو بكر ولم يرُدَّ عليه، فشتمه الرجل مرة ثانية، فسكت أبو بكر، فشتمه مرة ثالثة فرد عليه أبو بكر، فقام صلى الله عليه وسلم من المجلس وتركهم، فقام خلفه أبو بكر يسأله: هل غضبتَ علي يا رسول الله فقمتَ؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (نزل مَلَك من السماء يكذِّبه بما قال لك، فلما انتصرتَ (أي رددتَ عليه) وقع الشيطان (أي: حضر)، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان) [أبو داود]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
*كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت عليهما أم المؤمنين السيدة صفية بنت حُيَي -رضي الله عنها-، فقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -تعني أنها قصيرة-، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لمـَزَجَتْهُ (عكَّرته). [أبو داود والترمذي]، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أي أن تلك الكلمة قبيحة لدرجة أنها تُنْتِنُ ماء البحر لِقُبْحِها وسوئها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ما هو حفظ اللسان؟ المقصود بحفظ اللسان، هو ألا يتحدث الإنسان إلا بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة والفحش، وغير ذلك. والإنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه؛ حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان (تذل له وتخضع) تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا) [الترمذي]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) [أحمد]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقال ابن مسعود: والذي لا إله غيره، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ضوابط الكلام:
من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية: * لا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره. * أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال. ومن تحدث حيث لا يحسن الكلام كان عرضة للخطأ والزلل، ومن صمت حيث لا يجْدِي الصمت استثقل الناس الجلوس إليه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
* أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف، ومن لم يترتب على كلامه جلب نفع أو دفع ضر فلا خير في كلامه، ومن لم يقتصر من الكلام على قدر الحاجة، كان تطويله مملا، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخلٍّ وتطويل مملٍّ. وقيل: اقتصر من الكلام على ما يقيم حجتك ويبلغ حاجتك، وإياك وفضوله (الزيادة فيه)، فإنه يزِلُّ القدم، ويورِثُ الندم
توتة
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 1207●○ تَقْييمـِﮯ : 50
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الإثنين 25 أكتوبر - 19:05
بسم الله ما شاء الله دائما متميز في مواضيعك جزاك الله كل خير و ربنا يبارك لك ويزيدك ويسر امورك واحوالك
haiat
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 390●○ تَقْييمـِﮯ : 0
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الإثنين 25 أكتوبر - 23:47
سلمت يمناك وجزاك الله خيرا ما اسعد الانسان ان تحلى بالاخلاق لانها ابتغاء لمرضات الله وخاصة التواضع لان كل من زاد علما زاد تواضعا والله اعلم
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا الثلاثاء 26 أكتوبر - 18:22
مشكورين جميعا لعطر وطيب مروركم وحضوركم
تابعونا ....قيمنا متجددة
@@الكتــــــــــــــــــــــــ ـمان @@
الكتمان.... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يوم من الأيام كان يلعب مع الغلمان بالمدينة، فأتى إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وألقى عليهم السلام، وكلف أنسًا بمهمة ما. وبعد أن نفذ أنس تلك المهمة عاد إلى أمه، فسألته عن سبب تأخره، فقال لها: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة، فسألته: ما حاجته ؟ فلم يخبرها أنس وقال: إنها سِرٌّ. فسعدت به أمه وأُعجبتْ بكتمانه للسر، وقالت له: لا تخبرنَّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا. [مسلم]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] *عندما تُوفي زوج السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، عرض عمر على عثمان بن عفان أن يتزوجها، فقال له عثمان: سأنظر في أمري، وبعد أيام لقى عثمانُ عمرَ، فقال له: بدا لي ألا أتزوج الآن. ثم عرض عمر على الصديق أبي بكر أن يتزوج ابنته حفصة، فلم يرد عليه أبو بكر بالقبول أو بالرفض، فغضب عمر منه. وبعد ليالٍ، خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم فزوَّجها له عمر، فلقيه أبو بكر فقال له: لعلك وَجَدْتَ علي (غضبتَ مني) حين عرضتَ علي حفصة فلم أَرْجِعْ إليك شيئًا؟ فقال له عمر: نعم. فقال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئًا حين عرضتَها على إلا أني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها (أراد الزواج منها)، ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لنكحتُها (تزوجتُها)._ [البخاري]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] *ما هو الكتمان؟ الكتمان هو حفظ الأسرار، وإخفاء ما لا يجب أن يعرفه الناس من الأمور الخاصة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنواع الكتمان: هناك أمور كثيرة يجب على المسلم أن يلتزم فيها بخلق الكتمان، ولا يظهرها لأحد من الناس، ومن هذه الأمور: كتمان السر: المسلم يحتفظ بالسر سواء أكان هذا السر خاصًّا به أم أنه يتصل بشخص آخر ائتمنه عليه، فإذا حفظ المسلم السر فإن نفسه تكون مطمئنة لا يخاف من شيء، أما إذا أعلن سره للآخرين فإن ذلك يكون سببًا في تعرضه للمضار والأخطار. واحتفاظ المسلم بالسر دليل على أمانته، مما يجعل الناس يثقون به ويسعون إلى صداقته، أما إذا كان من الذين يفشون الأسرار، فإن الناس سيكرهونه ولن يثقوا به، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا حدَّث الرجلُ الحديثَ ثم التفت فهي أمانة) [الترمذي]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة فإنه لا يخبر أحدًا بوقتها ولا بمكانها حتى يجهز الجيش ويستعد للقتال. ومما قاله الحكماء في كتم السر وعدم إفشائه: من أفشى سره أفسد أمره، ومن كتم سره ملك أمره. وقيل: أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره. وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: من كتم سره كان الخيار بيده. وقال: ما أفشيتُ سري إلى أحد قط فلمتُه؛ إذ كان صدري به أَضْيَق. وقال علي -رضي الله عنه-: سرك أسيرك فإذا تكلمتَ به صرتَ أسيره. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عربية أصيلة
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 4232●○ تَقْييمـِﮯ : 44
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا السبت 30 أكتوبر - 2:17
شكرا أخي عبد الكريم.. الكتمان من أخلاقنا التي تعلمناها من الرسول عليه الصلاة والسلام
موضوعك راائع ومفيد.. أتمنى من جميع الأعضاء الدخول
عبد الكريم
●○آلجِنسْ : ●○مڛآهُمآتـﮯ : 172●○ تَقْييمـِﮯ : 12
موضوع: رد: قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا السبت 30 أكتوبر - 20:23
قبل معركة بدر، استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج للقتال فشجعوه، حتى إن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن امض ونحن معك. فانشرح صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بالخروج للقتال. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي الطريق إلى مكان المعركة، نزل الجيش في مكان قريب من بئر بدر، فقال الحُباب بن المنذر -رضي الله عنه-: يا رسول الله، أهذا منزل أَنْزَلَكَهُ الله، فليس لنا أن نتقدم عنه ولا نتأخر، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقال الحباب: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل. وأشار الحباب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعسكر الجيش عند بئر بدر، فيشرب منه المسلمون ويمنعوا منه الكفار، فرضي النبي صلى الله عليه وسلم برأيه وعمل به. وبعد أن انتهت المعركة، وانتصر المسلمون انتصارًا رائعًا، ووقع في الأسر سبعون رجلا من المشركين، طلب النبي صلى الله عليه وسلم مشورة أصحابه فيم يصنع بهؤلاء الأسرى؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فكان رأي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يعفو عنهم ويطلب منهم الفداء، وكان رأي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أن تُضرب أعناقهم ويقَتَّلُوا، فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم رأي أبي بكر الصديق. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كانت بلقيس ملكة على مملكة سبأ في عهد نبي الله سليمان -عليه السلام- وكانت معروفة عند قومها بالعقل والحكمة، وكان قومها يعبدون الشمس من دون الله، فَبَعث إليها نبي الله سليمان -عليه السلام- رسالة يدعوها فيها إلى الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له، فقالت بلقيس لقومها: {يا أيها الملأ إني ألقي إلى كتاب كريم . إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين . قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون} [النمل: 29-32]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهكذا طلبت ملكة سبأ مشورة قومها، ثم ذهبت إلى نبي الله سليمان، فشرح الله صدرها للإسلام. ***[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ما هي الشورى؟ الشورى هي أن يأخذ الإنسان برأي أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصائبة، ويستشيرهم حتى يتبين له الصواب فيتبعه، ويتضح له الخطأ فيجتنبه، والحكم في الإسلام يقوم على ثلاثة أركان أساسية، هي: العدل والمساواة والشورى، مما يبين أن الشورى لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي، وقد سمى الله -تعالى- سورة في القرآن الكريم باسم الشورى. وأمر الله -تعالى- نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يشاور المسلمين، ويأخذ آراءهم، فقال سبحانه: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} [آل عمران: 159]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وجعل الله -تعالى- الشورى صفة من صفات المسلمين، وجعلها في منزلة الصلاة والإنفاق، قال تعالى: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} [الشوري: 38]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والشورى في الإسلام تكون في الأمور التي ليس فيها أمر من الله، أو أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إنه لا شورى مع وجود نص شرعي، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم المشاورة لأصحابه في كل أمر يقدم عليه ما لم ينزل فيه قرآن، فإذا كان هناك وحي من الله طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم دون تأخير. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: ما رَأَيْتُ أحدًا قَطُّ كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فضل الشورى: الذي يستشير الناس لا يندم أبدًا، والله -سبحانه- يوفقه للخير، ويهديه إلى الصواب. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أمرًا، فشاور فيه امرءًا مسلمًا وفقه الله لأرشد أموره) [الطبراني]. والمشاورة هي عين الهداية، وهي دليل على الحزم وحسن التصرف والتدبير. وبالشورى يستفيد الإنسان من تجارب غيره، ويشاركهم في عقولهم، وبذلك يتجنب الخطأ والضرر، ويصبح دائمًا على صواب. وقال أحمد شوقي مخاطبًا عمر - رضي الله عنه-: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يا رافعـًا رايــة الشُّـورى وحـارسَهـا جزاك ربُّكَ خيـرًا عـن مُحِبِّــيـهَا رَأْي الجماعةِ لا تَشْقَى البـــلادُ بـــهِ رَغْـَم الخـِلاف ورَأْي الْفَـرْدِ يُشْقِيهَا وقد قيل: نعم المؤازرة المشاورة.
وإذا كان المسلم يأخذ آراء العقلاء من الناس ويستشيرهم في أموره، فإن الله -سبحانه- أقرب من نلجأ إليه حين تختلط علينا الأمور؛ فنطلب منه الهداية والرشاد، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة، فإذا أقدم المسلم على أمر فليصلِّ ركعتين، ثم يدعو الله بدعاء الاستخارة: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر (ويذكر حاجته) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لـي، ويـسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويذكر حاجته) شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقْدِرْ لي الخيرَ حيث كان ثم رضِّني به) [البخاري]. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فعلى المسلم أن يحرص على تلك الصلاة ويستخير ربه في كل أموره.
قيمنا واخلاقنا الإسلامية ... حلقات متجددة ...تابعونا