تركت للشعرِ المكلل بالرؤى حريةَ الإيقاع
حتى لا يظل على الزوايا..
كالنقوش المبهمة...
حتى إذا انصرف السحاب الى مدائنه
رأيت جميع أحزاني معلقة على شجر السماء
وضجة محدوده التأثير تقطر من أصابعها
وبعض وجوه أهل الأرض تزهوب انفعالات النحاس
كأنهم عاشوا وماتوا في كهوف مظلمة
للكون ظل مثل أفراحي ضئيل
موغل في شهوة كالنور فاترة
لها سبع ابتسامات
وساعة رملها لا تنتهي
وجميع من في الكون يرتكب النبيذ
ويغتذي من صمته
إلا أنا
كل الفلاسفة الكبار
الأنبياء الأتقياء
وسائر الشعراء تقريبا.. الا انا
مع أن امل الوجود تكرم يوما علي بعطفه
فتح ذراعيه وقال
"خذ من دمي ما تشتهي"
وأنا الذي سبق الجميع بموته
لا يمنح التاريخ سر خلوده
إلا إلى قيثاره ثلجية الإنشاد والإلهام
والعالم المسكوب في كأس من الزمن الذي يمتد
من أقصى الخلود الى نهايات الكلام
يمشي على صفين من دمع
على أشياء نائيه
تفكر في اعوجاج الدرب
تنزف ذكريات كالسهام
العالم المسكوب في الأقداح
تشربه إناث الريح
تسكر عنده الغدران
والشطآن
والقدر الذي سيظل مرميا علىأحد الكواكب كالحطام
استيقظت هذا الفجر مقتولا
وأشلائي ممزقة
وروحي مثل ثلج ذائب
فيأغنياتي من دم ونبيذ
ذكرت للشعر الشهي اوزانا
والوقت كان مسربلاً بصلاتنا
ومكبلاً بصرير رعشته
له إيقاع مصباح
ورقصة شاعر منبوذ
آخذ حمامي اليومي
وأحلق ذقني
وأمس بخفة طفل بعض الطيب
وأجهِز نفسي للقاء من نوع مجنون وغريب
أجلس في ساعات الفجر امامالأوراق
أنتظر قصاصات الأحلام.. فلاتأتي..
انتظر النورس
لكن النورس، حتى النورس لايأتي
أنتظر الشعر
ولكن الشعر يغادر كالكونِ.. ولا يأتي
أستسلم لليأس
أخط وصيتي الاولى بعدالألف.. وأغرق في صمتي.
الشعر محاولة خرقاء لكسب الوقت
أمام الآلهة العجلى
والفكرة قمر كالميلاد فجائي
وأنا قد تؤلمني أحلامي بالضبط كما يؤلمني ضرسي
في أرض الشعر
أشارت فاتنة لي بأناملها المصقولة من بلور الهمس
قالت: دعني أسكن في صحرائك
حتى تشفى من سر ضياعك
أو حتى تسقط من غدرانك قطع الشمس
أكتب فإنك ما خلقت سوى لهذا الهم
واجمع أغنياتك من عذابات الليالي.
اكتب تفاصيل انتسابك للظلال
اقطف معاركك الجديدة من على شجر السؤال
امش، احترس رمل الحكايا القديمة
واحترس دمك المعتق
لا تقل إلا كلاما موغلا فيالعشق
رطباً
أنثوياً
أحمر اللحظات
ملحي المذاق
أدع السماء الى النزال
قل ما تشاء
ودع سفينةَ كبريائك بين أمواج النوارس
واستبق ضربات حاضرك العضالِ
غجر النصوص المستبدة
يجثمون على صدور اللوز
والنعناع... والدفلى
ويغتالون آلهةَ الجمال
يتكاثرون بلا حساب كالرمال
يتضاءلون بلا حساب واضح أيضاً كغيم الإنفعال
يا أيها الجسد المقدس قد عبدتك
قم بنا نبن السماء بعشقنا الصوفي
لي فرح الزجاج إذا تكسر فيا غدير وجودنا
ولك البداية والنهاية
واختلاط النور بالريحان
والحزن المسالم بالغنا
يا أيها الجسد المقدس،
خذ بربك روعة الإدهاش
واترك كل هم لولبي ليانا
قلت انتظرني
أيها الشعر انتظرني
سأعد أشيائي على عجل
حساسيني
وأكواما من الكلمات
ثم حقيبة ملئى بكل الأغنيات الممكنة
سأعد أقماري على خجل
وأطواق الندى
وحقيبة من حسرة أخرى جمعت
خيوطها من ذكرياتِ الأزمنة
سأدور في بيتي لكي أبقي النوافذ فيه شارعة
الى الأفق البعيد
فلعل بستان الظلال يزورني
ولعل أطياف الصبايا الآتي تعلي ظهور الأحصنة
يدخلنَه في غيبتي
ليهبنني الدنيا وما فيها
فأمنحهن فضةَ لوعتي
وقصائداً عطريةً وملونة..
أيها الشعر انتظرني
ولربما أنسى تفاصيلي هناك ولاأعود
جمررر