أبي و بكل فخر





في كل يوم

أحضر أوراقي و أقلامي

و لا يأتيني إلهامي

إلا عند النظر إلى القمر

أو النظر في عيون بريئة

أو حتى إذا كنت أنا حزينة

و لكن ربما الفرح أيضا سبب كتاباتي

و لكن هذه أسباب روتينية

و أنا من عادتي التميز

فأحببت أن أكتب لسبب

أحببت أن أكتب لسبب غير عادي

أحببت أن اكتب عن الفخر

و لكن بمن أفخر هنا

فخرت بكل شيء حولي

و لكن هناك فخر غير كل الفخر

فخر بأشخاص هم أعز الناس

فخر بشخص غير كل الأشخاص

فخر كالعزة

فخر يعجز قلمي من التعبير عنه

فخر بأبي

فخر لامثيل له

فبين الورود التي زرعتها يده في حديقة منزلنا

و بين أشجار التين و الليمون و الزيتون

التي تعبت يديه و عقله لتصبح أجمل الأشجار في منزلنا اكتب فخري به



فبماذا أفخر به؟

هل أفخر بيديه الطاهرتين حينما يحنو علينا بها؟

هل أفخر به عندما استيقظ صباحا لأقول له كلمة صباح فيسبقني لسانه بنطقها؟

هل افخر به عندما أراه في الغروب عائدا من صلاته داعيا لنا؟

هل أفخر به عندما استيقظ على صوت طرقة باب منزلنا و هو ذاهبا متوكلا على ربه ليقف بين يديه في إحدى بيوته ليدعو للمؤمنين و لنا؟

هل أفخر به عندما أراه أعظم من كل آباء الدنيا؟

هل أفخر به عندما استيقظ و أراه مقابلي يقرأ القرآن؟

هل أفخر به عندما أشعر أن كلامي هو نقطة في بحر أمام أفعاله؟

بماذا أفخر و افخر؟

فإنني لو ملأت الدنيا بكتاباتي عنه لا يكفي

ماذا أقول؟

و لكن ليس بوسعي سوى كتابة جملة واحدة

ربما قد تكون تكفي

أقولها في كل حين

لا يسمعها سوى ربي

فيا ربي على مدى الحياة احميه

و اجعله ساكنا مرتاحا في دنياك

و يا ربي اجعله دائما أمام عيني

أفخر به عن دون الآباء.


]تحياتي