الأبجديه تعيش لحظة إحتضار ، بحكم موقعها الذي
غيّرتها الى متاهات لاتعرف كيف دخلت اليها ،
والى الطريقة التى تخرج منها لكي "تصهل" بحروفها الى واقع يتلمسه مالك الابجدية
"ليبدع بها" ،
ولذلك استحقت آن تقف ضعيفة الحجة ،
ووصلت الى درجة الانهاية ، لكى تبدأ في عالم المجهول ،
وتحولت حروفها الى المحاكمه ...
وبدأ المشوار :
-القاضي: لماذا أنتِ مترهله ؟ وهزيله ؟
ومن أوصلكِ إلى هذا الحال ؟
-الأبجدية : اتهام يفوق الحدود ، وقد لا اكون بهذا الوصف تماماً وانما الكثير منه ،
"والسبب في حالي هو الجلاد .!!
-القاضي: ماذا تعنين بالجلاد ؟
-الأبجدية : انها العاميه ومافيها من مغالطات وخلط لحروفي ،
وتحريف لمنهجي ، فقد اكثرت من الاخطاء الشائعه
في كلماتي تحدثاً ... وكتابةً ...
-القاضي: هل انتِ حزينة لوضعك ؟
-الأبجدية : نعم ، وأخاف مستقبلاً من طمس حروفي ...
-القاضي:ومن الذي يدفعك الى هذا التشاؤوم الخطير ؟
-الأبجدية : كثير يافضيلة القاضي ، الثقافات الدخيله ،
والخلط بين عروبتي واللغات ...المؤثره الأخرى ،والتى
قد تؤدي في النهاية إلى النسيان ،
_وهذا هو الجلاد_!!!
_القاضي : هل تعتقدين أن الجلاد اقصد"العاميه" لها تأثير كبير في تغيير موقعك؟
وهل ذلك إلى الاحسن ؟ أم الأسوأ ؟
-الأبجدية : العلاقة كبيرة ووطيدة بين العامية "الجلاد" وبين تغيير وضوح حروفي ومخارجها وعروبتها ،
إنها مؤثره وكابوس على ماضيَّ ... وحاضري ... ومستقبلى ،
وبالطبع تتجه بي الى الاسوأ ...
القاضي:هل العادات والتقاليد الإجتماعية والثقافات الأخرى هي التى آسست قاعدة العاميه؟
الأبجدية: العادات والتقاليد الإجتماعية هي أحد المظاهر التى لها قوة التأثير الفعّال على من يقول العربية،وتأثيرها
قد يصل الى التنصل مني ، اما الثقافات فهي تطبل وتُسهل مهام "العاميه"
لإنها العدو اللدود لكل طموحاتي "وتود إقتلاع جذوري "...
القاضي: وماذا تقولين في نهاية المطاف ؟
الأبجديه: أقول أنني حزينه وأن كياني يهتز ،"ولكنني بخير"
فهناك انصاري الكثيرين وعشاقي المحبين
" الذين سيقفون معي ضد أي "جلاد" بأى صفة وسوف آنتصر أخيراً
القاضي: أرى أن يتم الحكم من قبل القراء ...!!!