لما رأيت ُ الناس َ يكسوهم غرور
الرأيُ يعبدُ والهوى دخل الصدور
والهمُ أصبحَ قاصرٌ للمظاهر والقشور
أما اللبابُ فمنتنٌ وله نفور
الداءُ صارَ كجيفتةٍ زينوها بالعطور
فتركتُ من يحيى يعاني ويثور
ودعوتُ من ولى عن المنظور
ياأيها الموتى ويا أهل النشور
هل تسمعون ندائنا أم أنه محضور
هل غابَ عنكم عِلمُنا في البرزخ المستور
لو تعلمون بما جرى وبما يدور
لاخترتمُ اللحدَ على كلِ القصور
كنتم على مر الزمان وكذا العصور
تستوحشون أماكنٌ تدعى القبور
كانت هي الرمزُ المعبرُ للشرور
تُذكرُ فتنخِلع ُالقلوبُ من الجذور
لكن تغيرت الحياة ولم تعد تلك الامور
اليوم في عهد الضلالةِ والفجور
عهدُ الدعارةِ والقساوةِ والخمور
العدل غاب عن الورى والظلمُ بالغَ في الظهور
العيش للاقوى عيش الاسود اوالنسور
الموتُ خيرٌ من حياةٍ بلاضميرٍ او شعور
صارت مراقدكم لنا حلم العبور
واُمنيتةٌ من نالها نال السرور