حـــــــوار بــــــــــين قلـــبين..!!
هــي:أهذا أنت؟
هــو: أهذه أنتي؟
هــي: تغيرت كثـيراً.
هــو: إذن،كيف تعرفت إلي
مادام التغير أحتل كل هذه المساحه المخيفه في صوتك؟
هــي: تعرفت إليك
بقلبي..وليس بعيني.
هــو: أما زال قلبك لا
يخطـئني؟
هــي: كيف يخطـئك
قلبي،وقد كنت لـه يوماً دماً وهـواء وحياة؟
هــو: والآن؟
هــي: تتغير الأحاسيس
بفعل الزمن،كبقية الأشياء الأخرى.
هــو: إذن،تصاب أحاسيسنا
بالشيخوخة كالأنسان؟
هــي: نـعم..وتموت أيضاً
كالأنسان.
هــو: أمات أحساسك الجميل
نحوي؟
هــي: لـوكان مـات..لما
تعرفت إليك الآن بعد كل تلك السنوات.
هــو: إذن، مازلت أحتل
فيك مساحة؟
هــي: نعم..لكنها ليست
كالمساحه القديمة التي كنت تحتلها فيّ.
هــو: ماالفــرق؟
هــي: كالفرق بين اليوم
والأمس.
هــو: أحياناً..لا يفرق
اليوم عن الأمس شيئاً.
هــي: يكفي أن اليوم
هو((اليوم))والأمس هو((الأمس)).
هــو: وأيهمـا أنا فيكي؟
هــي: أنت الأمس
ياسيدي..بكل مافي الأمس من أحاسيس وأحلام وآلام.
هــو: إذن،أصبحت أمسك
ياسيدتي.
هــي: لـمـاذا تتحدث وكأن
الأمس شيء بلا قيمة ولا أهمية؟
هــو: الأمس ياسيدتي شيء
ميت.
هــي: ومن قال إن الأشياء
الميته بلا قيمة لديناولا أهمية؟
هــو: وهل تمثل الأشياء
الميتة أهمية؟
هــي: لو لم تكن كذلك
لـمـا بكينا عليها.
هــو: نبكي عليها
نعم..لكننا سرعان ماننساها،وسرعان ما تجف دموعنا عليها.
هــي: لاتنتهي أهمية
الأموات بمجرد أنتهاء مراسم البكاء وطقوس الحزن.
هــو: تبررين موت إحساسك
نحوي.
هــي: أنا لم أقل إن
إحساسي نحوك قد مـات..بل قلت أصبح((أمسي)).
هــو: تتلاعبين
بالألـفـاظ كعادتك.
هــي: تماماً كما كنت
تتلاعب أنت بالمعاني.
هــو: تغيرتي كثيراً.
هــي: لم أتغير،لكنني
نضجت..عقلت..أدركت أن الحب من طرف واحد،هو نوع من أنواع الموت البطيء
والمتعمد.
هــو: لـمـاذا؟هـل كنت
بـ((الأمس))مجنونة؟
هــي: نعم سيدي..كنت
مجنونة بك فوق الحد.
هــو: وماهو حد الجنون في
نظرك؟
هــي: الحد الذي وقف عليه
إحساسي تجاهك ذات يوم؟
هــو: كنت تحبينني بجنون؟
هــي: لا..بل كنت أحبك
بغباء..وكنت أعذب نفسي بذلك الغباء بجنون.
هــو: ندمتي؟
هــي: لا..لم أندم
يوماً..كانت تجربة مريرة..لكنها أكسبتني الكثير من الخبرة والمناعة ضد
الألم.
هــو: أنظري خلفك..هناك
رجل يناديك..ويقترب منك..من هذا الرجل؟
هــي: هذا
هو((يومي))..يومي الذي تلا((أمسي))معك.
هــو: والطفل الذي معـه؟
هــي: هو((غدي))الذي أحيا
له ومن أجله.
هــو: أنتظري..إلى أين
أنتي راحلة؟
هــي: إلى يومي..وغدي.
هــو: وأمـسك؟
هــي: رحــل فـي قـافـلة الأمـس.....!!!!!
أعجبني فنقلته لكم
تحياتي