هى واحدة من أعجب قصص الخلق ونشأة الحياة،
متى وكيف يبدأ المخ فى التشكل ليكتسب الهيئة؛ الذكورية أو الهيئة الأنثوية؟
لا شك أن تفاصيل القصة غير معلومة بتمامها، إلا أن خطوطها العريضة قد تم رسمها.
هذا ما تناوله الدكتور عمرو شريف أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس فى دراسته
المشتركة مع الدكتور نبيل كامل خبير فى التنمية البشرية،
والتى نشرت مؤخراً فى كتاب يحمل اسم «المخ ذكر أم أنثى»،
تبين أن وزن مخ المرأة يقل عن وزن مخ الرجل بحوالى 15%،
ولا يجب أن نتعامل مع المخ على أنه كتلة مصمتة «كالحديدة» أو هلامية «كالمهلبية»،
وإنما هو عضو هام فى الجسم تتخلله شرايين وشعيرات دموية لنقل الأكسجين والغذاء والهورمونات إلى خلاياه،
بينما تقوم الأوردة بتخليصه من الفضلات،
ويختلف المخ عن معظم أعضاء الجسم الأخرى فى أنه عديم الإحساس بالألم
وإن كان هو العضو المفكر فى الإنسان وعليه يتحدد مستوى ذكاء الفرد. يرى المتخصصون فى علم النفس السلوكى،
أن المرأة التى تفقد شريك حياتها تمتص الصدمة وتتعافى أسرع من الرجل الذى يفقد شريكة حياته،
ويوضح الدكتور عمرو أن هناك «سرا أنثويا» يمثل صماماً للأمان النفسى للمرأة،
يكمن هذا السر فى وجود اتصال أفضل عند المرأة بين نصف المخ الأيمن (المسئول عن الانفعالات)
ونصف المخ الأيسر (المسئول عن المنطق)،
مما يسمح لها على المدى البعيد أن تخضع مشاعرها للمنطق بدرجة أكبر من الرجل.
ويشير الدكتور نبيل كامل إلى أن مخ المرأة له من القدرة على «حل الشفرات»
أكثر من الرجل، فهى تعنى بترجمة تعبيرات الوجه ونظرات العيون ونبرات الصوت
وحركات الجسد والحكم منها على مشاعر الإنسان وحالته النفسية من قلق أو خوف أو حزن أو تردد أو غير ذلك،
إن النساء يدركن أشياء لا يدركها الرجال،
وهو ما تعارف عليه الناس بالقدرة الحدسية،
إن هذه القدرة ليست مجرد شعور غامض ليس له أساس عصبي عضوي، فهى على العكس،
فقد أكدت الدراسات، أن هناك نشاطاً كبيراً فى المنطقتين من مناطق المخ عند السيدات اللاتى يتمتعن بهذه القدرة،
واعتبرت هاتين المنطقتين مركز القدرة الحدسية فى الإنسان.
ويضيف أن التفوق اللغوى للإناث على الذكور مرجعه إلى تميزهن فى الذكاء اللغوى،
وذلك يعود إلى موضع مراكز اللغة فى القشرة المخية للنصفين الكرويين فى المخ الأنثوى،
بينما يستخدم الذكور النصف الأيسر فقط فى المهام اللغوية،
كذلك فإن الدوائر العصبية المسئولة عن التواصل والحوار تكون أكثر تأصلاً
وثباتاً فى المخ الأنثوى، لهذا يمثل الحوار بالنسبة للمرأة وسيلة للتعاطف
ولإقامة وتدعيم العلاقات الاجتماعية وليس مجرد أداة لتبادل المعلومات فحسب.
وجاءت الدراسة بنتيجة غاية فى الإبداع تقر أن الرجل يعتمد على التفكير الاستراتيجى والعقل التنظيمى،
بينما مهمة المرأة التفكير التكتيكى والعقل التعاطفى!.
منقول