البصمة
هي واحدة فقط من الايات الدالة على قدرة وعظمة رب العالمين جل وعلى
قال الله سبحانه وتعالى : (أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه*بلى قادرين على أن نسوي بنانه) القيامة: 3-4
قال القرطبي: (أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه)
نعيدها خلقا جديدا بعد أن صارت رفاتا -أي يوم القيامة للاحياء والبعث-
ثم قال عز وجل: (بلى قادرين على أن نسوي بنانه)
والبنان عند العرب الأصابع ،وواحدها (بنانة)
في
هذه السورة الكريمة والتي هي سورة القيامة يقسم الله سبحانه وتعالى بأنه
قادر على أن يعيد (يوم القيامة) تسوية أصابع الانسان كما كانت عندما خلقه :
(لا أقسم بيوم القيامة *ولا أقسم بالنفس اللوامة*أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه*بلى قادرين على أن نسوي بنانه) : 1-4
وأصابع
الانسان سواها الله عز وجل بحيث تأخذ صورة مستقلة له ،فبصماته بمثابة هوية
له حيث لا تشابهها بصمات غيره من الناس أبدا ، ولا يخفى ما في ذلك من
القدرة على الابداع في التصوير والتسوية.
والايات
السابقة تبين أن الله عز وجل الذي بلغت قدرته على الخلق كل هذا الحد ، لا
يعجزه أن يعيد خلق الانسان مرة أخرى بدقة واتقان، بحيث يعيد له صورته
السابقة بكل دقائقها وتفاصيلها فهو قادر على اعادة تسوية أصابعه كما سواها
له أول مرة.
ولقد
ورد في مجلة العلم والايمان:(هذه الاية الكريمة هي منتهى العلم اذ أنه ثبت
بكل الطرق العلمية قديمها وحديثها أن البصمة لا تتطابق عند أي شخصين في
العالم، وأنها مميزة للشخص نفسه وهي دليل قاطع على اثبات شخصيته).
ويتم
تكوين البصمة في الجنين أثناء الحمل في الشهر الثالث من عمره، وفي الاسبوع
الثالث عشر تكون البصمة قد اكتملت، وبعد اكتمالها فانها تبقى على حالها
ولا تتغير لتظل صفة مميزة للانسان تفرقه عن غيره.
وقد يتقارب الشكل في بصمتين لشخصين تقاربا كبيرا ، ولكنهما لا يتطابقان تماما، ولا تكون الواحدة مثل الاخرى في العالم كله.
وفي
الاسرة الواحدة والعائلة الواحدة، وحتى في المجتمعات التي تكون مقفولة على
أهلها ويتزاوج فيها الأقارب من بعضهم البعض وعلى الرغم من قلتهم تختلف
بصمات أفراد هذه المجموعات.
وأيضا
في التوائم-مع أن التوأم أصله من بويضة واحدة- لا تتطابق البصمة بين
الأخوين الذين يتشابهان في كل شيء الى حد كبير الا في هذه الناحية.
فتبارك الله أحسن الخالقين