قصيدة بادر
الفرصة
للشاعر محمود سامى البارودى
بادرِ الفُرصةَ ،
واحـــــــــــــذر فَوتها
فَبُلُوغُ العزِّ في
نَيلِ الفُـــــــــــرص
واغـــتنم عُـــمْـــــركَ
إبانَ الصِــــبا
فهو إن زادَ مع
الشـــــــــيبِ نَقَصْ
إنما الدنيا
خـــــــــــــــــيالٌ عارضٌ
قلَّما يبقى ،
وأخـــــــــــــبارٌ تُقصْ
تارةً تَدْجو ،
وطـــــــــــــوراً تنجلي
عادةُ الظِلِّ
ســــــــــجا ، ثمَّ قَلَصْ
فابتدر مســـــعاك ، واعلم أنَّ
من
بادرَ الصــــــــــــيدَ
مع الفجرِ قنص
لن ينال المـــــــــرءُ بالعجز
المنى
إنما الفوزُ لِمن
هــــــــــــــمَّ فنص
يَكدحُ العاقــــــــــــــــلُ
في مأمنهِ
فإذا ضــــــــــــاقَ به
الأمرُ شَخَصْ
إن ذا الحاجـــــــــــــةِ
مالمْ يغتربْ
عَنْ حماهُ مثْلُ
طَــــــيْرٍ في قفصْ
وليكن سعـــــــــــــــيك
مجداً كُلُّهُ
إن مرعى الشـــــــر
مَكْرُوهٌ أَحَصْ
واتركِ الحِــــــرصَ تعِشْ في
راحةٍ
قَلَّما نـــــالَ
مـُــــــــنـَاهُ مَنْ حَرَصْ
قد يَضُرُّ الشـــــــــــيءُ
ترجُو نَفعَهُ
رُبَّ ظَمْآنَ
بِصَـــــــــــفوِ الماءِ غَصْ
مَيزِ الأشــــــــــــــياء
تعرفْ قَدرها
ليستِ الغُرَّةُ مِنْ
جِــــنسِ البرصْ
واجــــــــــــــــتنبْ كُلَّ
غَبِيٍ مَائِقٍ
فهو كَالعَيْرِ ، إذا جَــــــــــــدَّ
قَمَصْ
إنما الجاهــــــــلُ في العين
قذًى
حيثما كانَ ، وفب
الصـــدرِ غَصَصْ
واحذرِ النمـــــــــــــــامَ
تأمنْ كَيْدَهُ
فهو
كالبُرغُــــــــــوثِ إن دبَّ قرصْ
يَرْقُبُ الشَــــــــــرَّ ،
فإن لاحتْ لهُ
فُرْصَةٌ تَصْلُحُ
لِلخَــــــــــــــتْلِ فَرصْ
سَاكنُ
الأطــــــــــــــــرافِ ، إلا أنهُ
إن رأى منَشـــــــــبَ
أُظْفُورٍ رَقَصْ
واختبر من شــــــئت تَعْرِفهُ
، فما
يعرفُ الأخـــــــــلاقَ
إلا مَنْ فَحَصْ
هذهِ حِـــــكـــــمـــةُ
كَـــــهلٍ خابرٍ
فاقتنصها ، فهي نِعْـــمَ
المُقْتَنَصْ
**********
*****
***
*