لا يخفى على أحد ما للرضاعة الطبيعية من أثر على تربية الأطفال وصحتهم طوال حياتهم، وحيث أن هناك أخطاء كثيرة يمكن تجنبها من قبل الأمهات، لذا وجب التركيز على هذه النواحي.</SPAN>
</SPAN>
قام الباحثون بدراسة كيفية رضع الطفل لثدي أمه باستخدام الموجات الصوتية، فتبين لهم أن الطفل حين يلتقم الثدي، فإنه يلتقم الحلمة وجزءا من الثدي معها، فينضغط الثدي داخل فمه بحيث تشكل الحلمة ثلث الجزء الداخل، بينما يكون الثلثان هما من مادة الثدي ذاته الذي يتمدد حتى يصل رأس الحلمة إلى سقف حلق الطفل.</SPAN>
</SPAN>
ويتمدد لسان الطفل تحت مادة الثدي ثم يبدأ مص الحليب بموجات متتالية، ضاغطا على أنسجة الثدي بين اللسان وسقف الحلق، مما يجعل خروج الحليب سهلا سريعا.</SPAN>
</SPAN>
ولدى الطفل منعكسين فطريين:</SPAN>
منعكس المص: حيث يبدأ الطفل بالبحث عن الحلمة بمجرد ملامسة وجهه للثدي حتى يجدها فيلتقمها.</SPAN>
منعكس الرضاع: حيث يبدأ الطفل بالرضاعة بمجرد التقامه الثدي.</SPAN>
</SPAN>
ونلاحظ أنه لا يوجد منعكس موجه للحلمة إلى سقف الحلق، لذا فقد يعجز بعض الأطفال عن الالتقام الصحيح فيبدؤون بالمص مباشرة بمجرد دخول الحلمة أفواههم، مما يؤدي إلى انضغاطها وتشققها وحدوث الآلام الشديدة، لذا ينبغي على الأم مساعدة وليدها وإدخال الثدي بصورة صحيحة، وهذا ما سيأتي بيانه.</SPAN>
</SPAN>
ومن أسباب حدوث هذا الاضطراب لدى الطفل، هو قيام الأم بإدخال الرضّاعة ذات الحلمة المطاطية إلى فم الطفل منذ البداية، فبمجرد دخولها فمه، يتدفق السائل سريعا إلى جوفه دون عناء، فإذا ما تم وضع الطفل على ثدي أمه بعد حين، فإنه يحاول مص الثدي بذات طريقة مص الحلمة المطاطية، فيحدث الانضغاط و تشقق الحلمة مع الآلام، وتزداد حدتها مع تكرار الخطأ.</SPAN>
</SPAN>
إن بعض الأطفال يستطيعون التكيف بسهولة مع الرَّضاعة الصناعية ورضاعة الثدي، ولكن الكثيرين يخفقون في هذا الأمر، فالطفل حينئذ لا يقوم بسحب الحلمة المطاطية داخل تجويف فمه كما يفعل بثدي أمه، بل يمص الحليب من شفتيه، ويبقي لسانه بالداخل بدلا من مده إلى الأمام تحت الحلمة، وحين يُعطى ثدي أمه فقد يخفق في تعديل طريقة المص عنده، وتدعى طريقة الرَّضاعة هذه (رضاعة الحلمة) وليست (رضاعة الثدي).</SPAN>
</SPAN>وهذه الطريقة غير فعالة في استخراج حليب الأم، فإن الطفل يمص قليلا، ثم يترك الحلمة، ثم يعود مرة أخرى، ثم يتركها، فيحصل لديه اضطراب وتوتر، وهكذا مرارا، مما يسبب احتكاكا بين فم الطفل وجلد الحلمة فيؤدي إلى التشقق والألم والمعاناة، فتتوقف الرضاعة ويمتلئ الثدي بالحليب، فتتمدد الحلمة فيصبح المص منها أصعب وأعسر، وقد يؤدي هذا التشقق والاحتقان إلى حدوث التهاب في الثدي ... فتتوقف الرضاعة الطبيعية نهائيا.</SPAN>
</SPAN>
ولتفادي هذا المسلسل الحزين، ينبغي للأم أن تتعرف على علامات الالتقام الصحيح للثدي والتي تنحصر فيما يأتي:</SPAN>
</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>يكون جسم الطفل مقابلا لجسم أمه، أو نائما بجوارها، ورأسه في خط مستقيم مع جسده.</SPAN></SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>تكون شفتي الطفل منفرجتين متباعدتين عند الرّضاعة وذقنه ملامسة لثدي الأم.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>غياب الجزء السفلي من اللعوة (اللون البني حول حلمة الثدي) تحت شفة الطفل السفلية، بينما يبقى جزء ظاهر منها من الجهة العلوية مقابلا لأنف الطفل.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>أنف الطفل بعيد عن جلد الثدي مما يتيح له حرية التنفس.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>يلاحظ أن مص الطفل بطيء نسبيا مع سماع تدفق صوت الحليب في فمه.</SPAN></SPAN> </SPAN>
</SPAN>
أما علامات الرضاعة الخطأ فهي:</SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>الطفل يمص ثدي أمه مصات سريعة متوترة.</SPAN></SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>يكون وضع جسده بالنسبة إلى أمه وضعا غير صحيح.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>ذقن الطفل غير ملامس للثدي، ويبدو فمه شبه مغلق، وممدودا للأمام، وفتحة الشفاه ليست واسعة.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>يكون رأسه ملتويا على جسده، ويلاحظ وجود جزء من أسفل اللعوة ظاهرا أسفل الشقة السفلى.</SPAN></SPAN> </SPAN>
- </SPAN></SPAN></SPAN>حدوث آلام في الحلمة أثناء الرضاعة، أو ملاحظة خروجها مضغوطة من فم الطفل.</SPAN></SPAN> </SPAN>
</SPAN>
كما لا ننسى أنه حين يكون وضع الرضاعة سليما، تبدو على الطفل علامات القناعة والحبور، فسبحان الله...</SPAN>